الهواية والطفل

الهواية هي اللعب أوالعمل المحبوب يُشغف به المرء ، ويقضي أوقات فراغه في مزاولته دون أن يحترفه .
وفي المعجم الكافي تعني الهواية مايهواه المرء وينجذب إليه ، أما في اللسان العربي الصغير فهي الولوع بفن أو عمل دون اتخاذهما حرفة .
الهواية نعمة وهبها الله لمعظم الناس صغيرا كان أو كبيرا ،حيث نبدأ أطفالا بممارسة الهوايات المفضلة لدينا وغالبا ما تكون تلوين أو رسم أو لعب أو غيرها من الهوايات ،وقد ثبت في بعض الدراسات أنّ ظهور الهواية عند الإنسان غالبا ماتبدأ عند سن الخامسة من العمر ،وتبدأ تكبر مع الطفل
والهواية تبدأ مع الطفل بنسبة كبيرة 80 في المئة وتبقى تلك النسبة أو ربما تزيد مع نمو الطفل بناء على تشجيع الأهل لهذه الهواية عند أطفالهم ،وربما تبدأ تنطفىءشعلة الهواية إذا لم يتفهم الأهل لرغبات الطفل.


ومن أمثلة الهوايات المنتشرة بيننا :
- الرسم أو التلوين ،وهما المفضلتين عند شريحة كبيرة من الأطفال .
-القراءة، حيث تعدالهواية التي تفتح باب المعرفة
-الكتابة، والإحساس كله يتمثل في الكتابة ،حيث تعيش داخل الكلمات بحسك وعقلك واعتقاداتك
-جمع الطوابع والعملات ،هواية جميلة إلاّ أنّها مكلفة ماديا وجسديا لأنها تفتح باب التشويق والبحث .
-ممارسة الرياضة ،هواية مهمة جدا لبناء الأجساد والاهتمام بالصحة والنشاط .
لماذا الهواية مهمة ؟
الهواية مهمة لأنها تنمي عند الإنسان الإحساس بالحياة ،وبالتالي تجعل منه عنصر فعالا في الحياة ، أي تجعل منه انسانا واثقا بقدراته وتعطيه الأمل والحياة التي يرجوها أيّ فرد حتى لو ضاقت عليه الظروف.
فالهواية هي المتنفس الحقيقي في كل وقت وحين ،فمن لا يملك هواية سيكون لديه وقت فراغ طويل وسيعيش حياة يشوبها الملل ، فلا يكفي أن يؤدي عمله الوظيفي اليومي فقط ، بل يجب أن يكون لديه عمل آخر يهويه وينميه .

والهوايات كثيرة ومتنوعة ،وقد تكون بعضها مصدر رزق لصاحبها ،وقد تجلب أحيانا الشهرة مثل احتراف لعبة أو مهارة خاصة تحمل معها المتعة والتشويق ، فالهواية وسيلة لقضاء الوقت في حاجة تنفعنا وتنفع غيرنا وفرصة لتعلم أشياء جديدة ،وقد قسمها بعض الدارسين إلى قسمين :
- هواية ذهنية : المطالعة،الشطرنج ...
-هواية حسية :الرياضة ، الكتابة ...
فالهواية مهمة للنمو النفسي والعاطفي ،ولها جوانب ترفيهية وثقافية واجتماعية حسب هواية و ميول كل شخص فهي تساعدنا على الإنسجام مع النفس والشعور بالتوازن والاستقرار ،وتزيد من طاقتنا الذهنية والجسدية ، فالهواية حياة متجددة وتعد أهم أسباب السعادة للإنسان .
ولترسيخ الهواية لابد من ثلاث نقاط :
- ايجاد المكان والحيز الذي يناسبها في البروز .
- ممارستها باستمرار في معظم أوقات الفراغ أو حتى بعض أوقات الفراغ .
- ايجاد صف تشجيعي ممن هم حولنا ،بحيث يحمسونا باستمرار .
وأخيرا التفقه أكثر من الهواية ، فالهواية تكمن في قدرتها على أن تكون بمثابة المسكن للهموم وضغوط الحياة لأنّ ما تستوجبه من تركيز وما تفرزه من مؤثرات ايجابية يعطيان إحساسا بالراحة ،رغم التعب فهي تبعث على الإسترخاء وتجدد النشاط وتكسر حدة الروتين اليومي المألوف ، فلماذا نخجل من اظهار هواياتنا و ابداعاتنا ؟،فهي متنفس جميل لحياتنا .