مؤسسة الموهوب الليبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك زائرنا الكريم .. نرجو لك زيارة مفيدة .. ونأمل أن تنضم لأسرتنا في منتديات مؤسسة الموهوب الليبي..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مؤسسة الموهوب الليبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك زائرنا الكريم .. نرجو لك زيارة مفيدة .. ونأمل أن تنضم لأسرتنا في منتديات مؤسسة الموهوب الليبي..
مؤسسة الموهوب الليبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
» إدارة الذات
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالخميس 25 يونيو 2015, 3:46 pm من طرف موهوبة ليبية

» ورشة عمل طقم بيبي سلويت (قامشو)
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالسبت 13 يونيو 2015, 12:15 pm من طرف أم أنس

» الهواية والطفل
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالخميس 11 يونيو 2015, 4:41 pm من طرف أم أنس

» خطوات تساعدك في اكتشاف هواية ابنك
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالخميس 11 يونيو 2015, 4:35 pm من طرف أم أنس

» كيف تكتشف الأم طفلها الموهوب أو المتميز؟
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالخميس 11 يونيو 2015, 4:32 pm من طرف أم أنس

» مهارات تطوير الذات
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالخميس 11 يونيو 2015, 2:55 pm من طرف موهوبة ليبية

» 10 وصايا للفتاة التي نعاني من الفراغ العطفي
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالأربعاء 22 أبريل 2015, 4:52 pm من طرف أم إسماعيل

» أكسسوارات رائعة
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالأحد 12 أبريل 2015, 1:46 am من طرف أم إسماعيل

» تدوير الجينز (أفكار بسيطة وسهلة وجميلة وممتعة)
تأملات في سورة لقمان I_icon_minitimeالسبت 11 أبريل 2015, 9:16 pm من طرف أم إسماعيل

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 63 بتاريخ الجمعة 01 نوفمبر 2024, 2:21 am

تأملات في سورة لقمان

اذهب الى الأسفل

تأملات في سورة لقمان Empty تأملات في سورة لقمان

مُساهمة من طرف أم إسماعيل الخميس 24 يوليو 2014, 5:53 pm

السلام عليكم 

تأملات في سورة لقمان
***
بقلم فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر

***

سبب التسمية : سميت بسورة لقمان وذلك: لاشتمالها على قصته، التي تضمنت.. فضيلة الحكمة، وسر معرفة الله تعالى وصفاته، وذم الشرك، والأمر بالأخلاق والأفعال الحميدة، والنهي عن النميمة.(2)



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
وعدد آياتها(3): (34) أربع وثلاثون آية.
وكلماتها: (548) خمسمائة وثمان وأربعون كلمة.
وحروفها: (2110) ألفان ومائه وعشرة حروف.



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
أ‌- في المصحف: بعد سورة الروم، وقبل سورة السجدة.
ب‌- في النزول(4) بعد سورة الصافات، وقبل سورة "سبأ"



رابعاً : سبب نزول السورة
أن قريشاً سألت عن قصة لقمان مع ابنه، وعن بر والديه.. فنزلت.(5)
وبالنسبة لبعض آياتها(6):
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة.. قال له أحبار اليهود: أنك تقول {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} أعنيتنا أم قومك؟ قال: كلاً عنيت، فقالوا: إنك تعلم أنا أوتينا التوراة، وفيها بيان كل شيء، فقال: ذاك في علم الله قليل، وأنزل الله عز وجل {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ...} [الآيات 27, 28, 29].



خامساً : مكية السورة و مدنيتها
هذه السورة كلها مكية في رواية عن ابن عباس.
وفي رواية أخرى عنه أيضاً: سوى ثلاث آيات: هي 27, 28, 29.



سادساً : فضل السورة
لم نعثر في ذلك على آثار خاصة،
بَيْدَ أنها تدخل في الحديث العام في فضل سور القرآن، الذي ذكر في سورة البقرة، وهو حديث "وائلة بن الأسقع، حيث إنها من قسم "المثاني".



سابعاً : صلة السورة بما قبلها
1- لما أكمل الله تعالى ما أراد من نفي الشك عن القرآن، وإثبات أنه هدى للمتقين.
وذلك من أول سورة، بعد الفاتحة, وهي سورة البقرة, واستدل على ذلك فيما تبعها من السور، حتى آخر "براءة" التي هي سورة غزوالروم...!!
ولما أكمل سبحانه وتعالى ـ كذلك ـ ما أراد.. من إثبات حكمته عز وجل،
وذلك من أول سورة "يونس" واستدل على ذلك فيما تبعها من السور إلى أن ختم سورة "الروم" ..!!
فقد ابتدأ ـ من هنا ـ دوراً جديداً على وجه أضخم من الأول..
إذ وصفه من أول هذه التالية للروم، وهي لقمان، بما وصفه به في التالية لغزو الروم، وهي يونس..
وذلك الوصف: هو الحكمة.
وزاد أنه: هدى، وهداية للمحسنين.
فهؤلاء: أصحاب النهايات.
والمتقون: أصحاب البدايات(7).
2- أنه قال تعالى فيما قبل {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} [الروم 58].
وقد أشار إلى ذلك في مفتح هذه السورة.
3- أنه قال تعالى( في آخر ما قبلها {وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ} [الروم: 58].
وقال هنا: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا} [لقمان: 7].
4- المؤاخاه بينهما في الافتتاح بـ (ألـم)
5- لما قال تعالى في الروم {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ...} [الروم: 56].
قال هنا {هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [الآيتان 3, 4]
وهذا: هو عين يقينهم بالآخرة..!
كما أنهم المحسنون، الموصوفون بما ذكر.
6- وأيضاً ففي كلتا السورتين: جملة من الآيات، وابتداء الخلق.
7- وذكر في الروم {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الآية 15]، وقد فسر ذلك بالسماع في الجنة.(9)
وذكر هنا {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [الآية: 6]. وقد فسر بالغناء وآلات الملاهي.(9)
وشتان بين هذا وذاك..!!
8- في الروم.. قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الآية: 27].
وهنا: يقول تعالى {مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان: 28].
وكلاهما: يفيد سهولة البعث.
9- في الروم.. قال تعالى {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} [الآية: 33].
وقال هنا {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ} [لقمان، 32].
فقد ذكر سبحانه في كل من الآيتين قسماً لم يذكره في الآية الأخرى.
10- في الروم.. ذكر مغلوبيه الروم وغلبتهم، المبنيتين على المحاربة بين ملكين عظيمين من ملوك الدنيا.. تحاربا عليها، وخرج كل منهما بذلك عن مقتضى الحكمة، حيث إن الحكيم لا يحارب على دنيا دينة، لا تعدل عند الله جناح بعوضة.
وذكر في هذه السورة ـ بالمقابل ـ قصة عبد مملوك ـ على كثير من الأقوال ـ حكيم زاهد في الدنيا، غير مكترث بها، ولا ملتفت إليها، أوصى ابنه بما يأبى المحاربة، ويقتضي الصبر والمسالمة.
وبين الأمرين: من التقابل ما لا يخفي.



ثامناً : هدف السورة
هدفها: إثبات الحكمة للكتاب، اللازم منه حكمة منزلة سبحانه في أقواله وأفعاله.
وقصة لقمان ـ المسمى به السورة ـ دليل واضح على ذلك.(7)



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا
تتكون آيات هذه السورة من: ثلاث مجموعات.(10)


المجموعة الأولى: عبارة عن (11) آية
وفيها:
وصف القرآن الكريم: بأنه حكيم، وأنه هدى ورحمة.
وحديث عن المهتدين المحسنين، وموقفهم من هذا القرآن، وما أعد الله تعالى لهم.
وحديث عن الضالين المضلين الكافرين، وموقفهم من هذا القرآن، وما أعد الله عز وجل لهم.
وحديث عن مظاهر من حكمة الله تعالى، الذي أنزل هذا القرآن، وقدرته وإنعامه، يدلل على أنه الله تعالى وحده.. واجب العبادة، وأما غيره.. فلا يستحقها.
وفي ذلك: تأكيد لضرورة إتباع كتابه، والتحقق بشروط هذا الإتباع، من: إحسان، وصلاة، وزكاة، ويقين باليوم الآخر.


المجموعة الثانية: عبارة عن (8 ) آيات.
من الآية (12) حتى نهاية الآية (19).
وفيها:
قصة لقمان عليه السلام، وذكر وصاياه لابنه، وهي نموذج.
ويلاحظ على هذه القصة:
أ‌- أنها جاءت في سياق الكلام عن القرآن، ووصفه بالحكمة، وبأنه هدى ورحمة للمحسنين.
ب‌- أنها إشارة على أنه ليس بدعا أن ينزل الله هذا القرآن، حيث أن من سنته تعالى: أن يختار من يشاء فيعطيه الحكمة.
جـ- وإشارة إلى أن من أخذ القرآن الحكيم: فإنه يؤتي الحكمة، كما أوتي لقمان عليه السلام.
د‌- أن إيتاء الحكمة: يقتضي شكرا، ولذلك: فعلينا أن نقابل نعمة الله علينا بالقرآن.. بالشكر.
هـ- أنها برهان على حكمة القرآن، حيث يختار لنا الحكمة، كما أن أوامره ونواهيه، وأخباره كلها، هي التي يوصي بها الحكماء.
وإذا تأملنا وصايا لقمان التي جاءت بها هذه المجموعة من الآيات: فإننا نلاحظ عليها ـ أيضاً ـ ما يلي:-
أ‌- أنها نموذج على الحكمة.
ب‌- أنها أوامر ونواه: تعلم الإحسان.
حيث إن: إدخال الوصية بالوالدين، والأمر بإتباع سبيل المؤمنين.. بين هذه الأوامر والنواهي: يؤكد هذا المعنى.
كما أنه: للعبادة، والعشرة مع الوالدين، والتعامل مع أهل الإيمان، والمراقبة، والصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر، والتواضع، وترك تصعير الخد، وترك المشي المرح، والقصد في المشي، وغض الصوت في الكلام.. لكل ذلك، وكلها آداب: دخل في الإحسان..
وفي ذات الوقت: فهي مظاهر من الإحسان والهداية


المجموعة الثالثة: عبارة عن (15) آية.
من الآية (20) حتى نهاية الآية (34).
وهي خاتمة آيات السورة.
وفيها:
بيان لضرورة الاهتداء بكتاب الله تعالى... من خلال لفت نظر الناس إلى نعم الله تعالى، التي تقتضي شكراً.
وأن مظهر هذا الشكر: الإيمان بكتاب الله تعالى، وإتباعه.
وتختم المجموعة ـ وكذلك السورة ـ بالدعوة إلى تقوى الله تعالى وخشيته، وعدم الاغترار بالدنيا وزينتها، والشيطان وفتنته.. وتقرير أن الله وحده سبحانه، هو الذي يعلم مفاتح الغيب.
وهذا يقتضي: الإيمان بالله، واللجوء إليه، وإسلام الوجه له، والعمل بشرعه، وإتباع نبيه صلى الله عليه وسلم.
عاشراً : أبرز موضوعات السورة





ومجمل ما حوته السورة الكريمة من الموضوعات
هو ما يلي11)
1- القرآن هداية ورحمة للمؤمنين.
2- قصص من ضل عن سبيل الله بغير علم، واتخذ آيات الله هزوا.
3- وصف العالم العلوي، والعالم السفلي، وما فيهما من العجائب الدالة على وحدانية الله.
4- قصص لقمان وإيتاؤه الحكمة، وشكره لربه على ذلك، ثم نصائحه لابنه.
5- الأمر بطاعة الوالدين إلا فيما لا يرضى الخالق.
6- النعي على المشركين في ركونهم إلى التقليد إذا دعوا إلى النظر في الكون وعبادة الخالق له.
7- لا نجاة للإنسان إلا بالإخبات لله وعمل الصالحات.
8- تسلية الرسول على عدم إيمان المشركين.
9- تعجيب رسوله من المشركين بأنهم يقرون بأن الله هو الخالق لكل شيء, ثم هم يعبدون معه غيره ممن هو مخلوق مثلهم.
10- نعم الله ومخلوقاته لا حصر لها.
11- الأمر بالنظر إلى الكون وعجائبه لنسترشد بذلك إلى وحدانية الصانع لها.
12- تحميق المشركين بأنهم في الشدائد يدعون الله وحده، وفي الرخاء يشركون معه سواه.
13- الأمر بالخوف من عقاب الله يوم لا يجزي والد عن والده.
14- مفاتيح الغيب الخمسة التي أستأثر الله بعلمها.
15- إحاطة علمه تعالى بجميع الكائنات ظاهرها وباطنها.



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة
1- قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [الآية، 6].
فما هو لهو الحديث ... ؟
وما هو شراؤه ... ؟
وما صلة ذلك في الإضلال عن سبيل الله ... ؟
يقول الاستاذ/ سعيد حوي: للعلماء في ذلك كلام كثير، ولننقل هنا ما يتضح به هذا النص.(10)
عن ابن مسعود: أنه الغناء.(12)
وعن الحسن البصري: أنه الغناء والمزامير.
وقال قتادة: والله لعله لا ينفق فيه مالاً، ولكنه شراؤه: استحبابه.
ثم قال: بِحَسْبِ المرء من الضلالة، أن يختار حديث الباطل على حديث الحق، وما يضر على ما ينفع..!!
وقال الضحاك: يعني الشرك.
واختار ابن جرير: أنه كل كلام يصد عن آيات الله، وإتباع سبيله.
وقال صاحب الظلال13) ولهو الحديث.. كل كلام: يلهي القلب، ويأكل الوقت، ولا يثمر خيراً، ولا يؤتي حصيلة تليق بوظيفة الإنسان المستخلف في هذه الأرض، بعمارتها بالخير والعدل والإصلاح.
هذه الوظيفة: التي يقرر الإسلام طبيعتها وحدودها ووسائلها، ويرسم لها الطريق.
والنص عام: لتصوير نموذج من الناس، موجود في كل زمان، وفي كل مكان، واضح السمات، وهو أعم من هذا الحادث الخاص، الذي يروي أنه ورد فيه.
إذْ كان هذا النموذج قائماً في عهد الدعوة الأولى, في الوسط المكي الذي نزلت فيه هذه الآيات.
وهذا النموذج من الناس: يشتري لهو الحديث بماله، ويشتريه بوقته، ويشتريه بحياته، يبذل تلك الأثمان الغالية في لهو رخيص، يفني عمره المحدود، الذي لا يُعاد ولا يعود.
يشتري هذا اللهو {لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا} … !!
فهو: جاهل محجوب، لا يتصرف عن علم، ولا يرمي عن حكمة.
وهو: سيء النية والغاية.. يريد ليضل عن سبيل الله، يضل نفسه، ويضل غيره، بهذا اللهو، الذي ينفق فيه الحياة.
وهو: سيء الأدب، يتخذ سبيل الله هزواً، ويسخر من المنهج الذي رسمه الله للحياة والناس.
ومن ثم: يعالج القرآن هذا الفريق بالمهانة والتهديد، قبل أن يكمل رسم الصورة بقوله تعالى {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.
ووصف العذاب بأنه (مهين): مقصود هنا للرد على سوء الأدب، والاستهزاء بمنهج الله وسبيله القويم.
ويقول الأستاذ/ سعيد حوي(10):
وعلى كل حال: فقد فهمنا أن للهو الحديث صلة في الإضلال عن سبيل الله.
سواء كان لهوا الحديث: غناءً، أو سمراً بباطل، أو سمراً بكفر.
وسواء تمثل ذلك: بقصيدة، أو ديوان شعر، أو قصة، أو غير ذلك.
ولاشك أن الذي يبذل جهداً أو مالاً لإشاعة ذلك بقصد الإضلال أو الصد عن سبيل الله: فإنه ممن يضل عن سبيل الله.
2- قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} [الآية، 12].
في ذلك: إشارة إلى أن من أخذ القرآن الحكيم.. فإنه يؤتي الحكمة، كما أوتي لقمان عليه السلام.
وتصريح كذلك: بأن إيتاء الله الحكمة.. يقتضي شكراً.
وهذا يفيد: أن علينا أن نقابل نعمة الله علينا بهذا القرآن الحكيم... بأن نشكر الله تعالى، وذلك لمصلحتنا، إذْ رب العزة غني عنا.
وتفيد وصية لقمان لابنه عقب هذه الآية: أن من الشكر لنعمة إيتاء الحكمة... أن يوصي الإنسان بها أولاده، ويربيهم عليها.
وهذا درس لنا.. نفهم منه:
أن علينا أن نربي أولادنا على أخذ القرآن، والعمل به.
وأن ذلك من جملة الشكر على النعمة.
3- في قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [الآية: 12] عرض لنموذج من البشر آتاه الله الحكمة.(10)
وإذْ يقول الله تعالى {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة369].
فإنه من الواجب إذن : التعرف على المعاني التي جاءت في قصة لقمان، والتي آتاه الله إياها، وجعلته حكيماً.
حيث إن من عرف هذه المعاني، وتحقق بها في نفسه، وأيضاً ألزم نفسه النُّصْح بها لأولاده، وللعامة: فإنه حكيم.
وأيضاً: فقد أعطانا الله عز وجل بهذه الآيات ميزاناً نزل به حكمة الحكماء، ونتعرف به على من وفقه الله تعالى، فآتاه الحكمة.
وبهذا يكون واضحاً: أن من لم يتحل بهذه المعاني التي وردت في قصة لقمان، معرفة لها، والتزاماً بها، ونصحاً للغير بفضائلها.. فليس بحكيم، وعليه أن يراجع نفسه فوراً.
وأولى الناس بذلك الدعاة..!!
4- في قوله تعالى {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [الآية، 14].
يقول النسقي14) وقد نبه الله تعالى ـ أي بهذه الآية ـ على أن الحكمة الأصلية، والعلم الحقيقي: هو العمل بها، وعبادة الله، والشكر له.
حيث فسر ـ سبحانه ـ إيتاء الحكمة: بالحث على الشكر.
وقيل: لا يكون الرجل حكيماً، حتى يكون حكيماً في قوله، وفعله، ومعاشرته، وصحبته.
وقال السرى السقطي: الشكر أن لا تعصي الله بنعمة.
وقال الجنيد: أن لا ترى معه شريكاً في نعمه.
وقيل: هو الإقرار بالعجز عن الشكر.
والحاصل:
أن شكر القلب: المعرفة.
وشكر اللسان: الحمد.
وشكر الأركان: الطاعة.
ورؤية العجز في الكل: دليل قبول الكل.
5- في قوله تعالى {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [الآية، 19].
{وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} أي نقص من رفعه، وأقصر، فإنه يقبح بالرفع حتى ينكره الناس، إنكارهم على صوت الحمير.(2)
كما قال {إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} معللاً للأمر على أبلغ وجه وآكده و(أنكر) بمعنى أوحش. من قولك (شيء نكر) إذا أنكرته النفوس واستوحشت منه ونفرت، كما يقال في العرف للقبيح (وحش) وأصله ضد الأنس والألفة. فهو إما مجاز أو كناية.
قال الزمخشري: الحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة وكذلك نهاقة, ومن استفحاشهم لذكره مجرداً، وتفاديهم من اسمه، أنهم يكنون عنه ويرغبون عن التصريح به, فيقولون (الطويل الأذنين) كما يكني عن الأشياء المستقذرة.
وقد عُدّ في مساوئ الآداب، أن يجري ذكر الحمار في مجلس قوم من أولى المروءة.
ومن العرب من لا يركب الحمار استنكافاً، وإن بلغت منه الرحلة.
فتشبيه الرافعين أصواتهم بالحمير، وتمثيل أصواتهم بالنهاق، ثم إخلاء الكلام من لفظ التشبيه، وإخراجه مخرج الاستعارة، وأن جعلوا حميراً، وصوتهم نهاقاً ـ مبالغة شديدة في الذم والتهجين.
وإفراد التثبيط عن رفع الصوت والترغيب عنه. وتنبيه على أنه من كراهة الله بمكان.
6- في قوله تعالى {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ...} [الآية، 20].
ما يفيد10) أن كل شيء في السموات والأرض مسخر للإنسان. فالسموات: مسخرة للإنسان، إذْ يمتع بها ناظريه، ويتعرف بها على الله عز وجل، ويروى من خلال التعرف عليها ظمأه إلى المعرفة.
ثم إن نظام الكون مرتبط بعضه ببعض، بقوانين الجاذبية، وذلك من مظاهر تسخير السموات.
وبدون الشمس والقمر: تتعذر الحياة: وذلك من مظاهر التسخير.
ومن النجوم: تصل إلى الأرض إشعاعات.
وبالنجوم: يهتدي الإنسان......
وكل ذلك: نوع تسخير.
وفي عصرنا: وصل الإنسان إلى القمر..!!
وما ندري ماذا سيكون في المستقبل..؟ فهل سيصل الإنسان إلى كواكب أخرى.. ؟ وما ندري .. كم سيكون ذلك من فوائد..؟
وفي ذلك كله: نوع تسخير.
أما تسخير كل ما في الأرض للإنسان، من بحار، وتراب، وظاهر، وباطن: فهو واضح.
أقول:
أليس ذلك كله من نعم الله على الإنسان..؟
ثم: أليس ذلك كله يستحق الشكر لله تعالى، بالقول والعمل، وحسن الاستخلاف..؟



هوامش البحث
1- انظر: السخاوي / جمال القراء 1/37
الفيروزابادي / بصائر ذوي التمييز 1/370
الآلوسي / روح المعاني "تفسير سورة لقمان"
2- القاسمي / محاسن التأويل "تفسير سورة لقمان"
3- انظر: مكي بن أبي طالب / التبصرة ص294
السخاوي / جمال القراء 1/212
الفيروزابادي / بصائر ذوي التمييز 1/370
الآلوسي / روح المعاني "تفسير سورة لقمان"
محمد غوث بن ناصر الدين محمد بن نظام الدين أحمد النائطي الأركاني نثر المرجان في رسم نظم القرآن
ط مطبعة شمس الإسلام ـ حيدر أباد الدكن 5/319
4- انظر: الزنجاني / تاريخ القرآن ص111
المراغي / تفسير المراغي "تفسير سورة لقمان"
5- انظر: الواحدي أسباب النزول ص.....
الآلوسي / روح المعاني "تفسير سورة لقمان"
6- انظر: الشهاب حاشية الشهاب على البيضاوي "تفسير سورة لقمان"
الآلوسي / روح المعاني "تفسير سورة لقمان"
7- انظر: البقاعي نظم الدرر في تناسب الآيات والسور 15/140
8- انظر: الآلوسي / روح المعاني "تفسير سورة لقمان"
9- انظر: القرطبي / الجامع لأحكام القرآن "تفسير سورة لقمان"
10- انظر: سعيد حوى / الأساس في تفسير القرآن "تفسير سورة لقمان"
11- انظر: المراغي / تفسير المراغي "تفسير سورة لقمان"
12- انظر: ابن كثير / تفسير القرآن العظيم "تفسير سورة لقمان"
13- انظر: سيد قطب / في ظلال القرآن "تفسير سورة لقمان"
14- انظر: النسقي / لباب التأويل "تفسير سورة لقمان"
أم إسماعيل
أم إسماعيل
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

عدد المساهمات : 367
نقاط : 4551
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/04/2014

https://thelibyanmohoob.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى