بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 63 بتاريخ الجمعة 01 نوفمبر 2024, 2:21 am
المفاتيح العشرة لتوجيه سلوك الطفل
صفحة 1 من اصل 1
المفاتيح العشرة لتوجيه سلوك الطفل
المفاتيح العشرة لتوجيه سلوك الطفل
يعقد منتدى الطفل بموقع الحصن النفسي دورة تدريبية عنوانها:" المفاتيح العشرة في توجيه سلوك الطفل"
يسرني أن أنقل لكم هذا الموضوع كاملاً ،عسى أن ينفعنا الله بها ،إنه على كل شيء قدير.
مقدمة:
لدينا جميعا اطفال او يحيط بنا الاطفال ، لذلك فنحن دائمو التعامل معهم وتوجيههم ، بعضنا يفكر قبل ان يقوم بأي توجيه لاطفاله لأنه يهتم بتبعات هذا التوجيه واثاره النفسية والتربوية على الطفل ، وبعضنا يوجه سلوك اطفاله لاشعوريا ، وغالبا ما يتبع اسلوب والديه في التربية ويؤمن بأنها الطريقة المثلى ، وآخرون قد يوجهون أطفالهم حسب ما يقرأونه في كتب التربية أو حسب نصائح المحيطين وهكذا ..
وأود أن أوضح نقاط أساسية قبل أن أتطرق إلى أساليب التربية وتوجيه سلوك الأطفال في هذه الدورة وهي :
أولا : لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة 100% لتوجيه سلوك الاطفال ، والسبب في ذلك هو ان سلوك الانسان نفسه لطالما ظل لغزا مازال يتدارسه علماء النفس والتربية الى يومنا هذا ، فعلم السلوك لا يشبه علم الرياضيات أو الفيزياء مثلا والتي تعتمد على حقائق ثابته لا مجال لمناقشتها ، لذلك فأنا أجد أن الحكم على اسلوب شخص ما في تربية أبناءه بأنه خطأ أو صحيح هو من الأمور الغير واقعية غالبا .
ثانيا : ان عملية توجيه السلوك ونجاح أساليبها مع الأطفال يعتمد كثيرا على إيمان القائم بها بجدواها ، وشعور الوالدين بإمكانية نجاحها ، وأعني بذلك إننا يجب أن نتيح لأنفسنا فرص "تجربة " أي اسلوب من الاساليب المقترحة في الدورة مع أطفالنا قبل الحكم عليها ، فعلى سبيل المثال عندما نكون مؤمنين بداخلنا أن اسلوب الضرب هو انجح الاساليب لتوجيه السلوك فإننا لن نستطيع تقبل أيه أساليب أخرى، وسنظل نبحث عن عيوب في الاساليب التي ندرسها ، لذلك انصحكم بالتروي وتقبل الأفكار المقترحة وتجربتها مع أطفالكم .
ثالثا : ان الأطفال مختلفون ، البيئات تختلف ، الآباء مختلفون ، اذن هناك إمكانية لنجاح اسلوب ما مع احد الأطفال وفشله مع طفل آخر ، وهذا ما جعلنا نقوم بتحديد عشرة "مفاتيح " لتوجيه سلوك الاطفال في هذه الدورة ، ولم نقتصر على اسلوب واحد وندّعي بأنه الإسلوب الأمثل في التعامل مع جميع الأطفال ، ما علينا أن نقوم به هو أن نبحث أي المفاتيح يناسب طفلنا ، قد يكون مفتاحا واحدا وقد تكون العشرة مجتمعة .
رابعا : ان الاساليب أو بالأحرى المفاتيح التي سوف نتحدث عنها في هذه الدورة ليست عبارة عن آراء شخصية ، بل هي أساليب تمت دراستها من قبل علماء التربية وعلم النفس عبر سنوات عديدة ، واقدمها في هذه الدورة لأنني أؤمن بها ، وقمت بتجربتها مع الأطفال خلال عملي ، علاوة على التغذية الراجعة التي حصلت عليها من منتسبي الدورات السابقة والتي رأت في هذه المفاتيح اساليب عملية بعيدة عن النتظير والكلام التربوي الطويل ، اتمنى منكم جميعا الاستفادة من هذه الدورة والله من وراء القصد .
يعقد منتدى الطفل بموقع الحصن النفسي دورة تدريبية عنوانها:" المفاتيح العشرة في توجيه سلوك الطفل"
يسرني أن أنقل لكم هذا الموضوع كاملاً ،عسى أن ينفعنا الله بها ،إنه على كل شيء قدير.
مقدمة:
لدينا جميعا اطفال او يحيط بنا الاطفال ، لذلك فنحن دائمو التعامل معهم وتوجيههم ، بعضنا يفكر قبل ان يقوم بأي توجيه لاطفاله لأنه يهتم بتبعات هذا التوجيه واثاره النفسية والتربوية على الطفل ، وبعضنا يوجه سلوك اطفاله لاشعوريا ، وغالبا ما يتبع اسلوب والديه في التربية ويؤمن بأنها الطريقة المثلى ، وآخرون قد يوجهون أطفالهم حسب ما يقرأونه في كتب التربية أو حسب نصائح المحيطين وهكذا ..
وأود أن أوضح نقاط أساسية قبل أن أتطرق إلى أساليب التربية وتوجيه سلوك الأطفال في هذه الدورة وهي :
أولا : لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة 100% لتوجيه سلوك الاطفال ، والسبب في ذلك هو ان سلوك الانسان نفسه لطالما ظل لغزا مازال يتدارسه علماء النفس والتربية الى يومنا هذا ، فعلم السلوك لا يشبه علم الرياضيات أو الفيزياء مثلا والتي تعتمد على حقائق ثابته لا مجال لمناقشتها ، لذلك فأنا أجد أن الحكم على اسلوب شخص ما في تربية أبناءه بأنه خطأ أو صحيح هو من الأمور الغير واقعية غالبا .
ثانيا : ان عملية توجيه السلوك ونجاح أساليبها مع الأطفال يعتمد كثيرا على إيمان القائم بها بجدواها ، وشعور الوالدين بإمكانية نجاحها ، وأعني بذلك إننا يجب أن نتيح لأنفسنا فرص "تجربة " أي اسلوب من الاساليب المقترحة في الدورة مع أطفالنا قبل الحكم عليها ، فعلى سبيل المثال عندما نكون مؤمنين بداخلنا أن اسلوب الضرب هو انجح الاساليب لتوجيه السلوك فإننا لن نستطيع تقبل أيه أساليب أخرى، وسنظل نبحث عن عيوب في الاساليب التي ندرسها ، لذلك انصحكم بالتروي وتقبل الأفكار المقترحة وتجربتها مع أطفالكم .
ثالثا : ان الأطفال مختلفون ، البيئات تختلف ، الآباء مختلفون ، اذن هناك إمكانية لنجاح اسلوب ما مع احد الأطفال وفشله مع طفل آخر ، وهذا ما جعلنا نقوم بتحديد عشرة "مفاتيح " لتوجيه سلوك الاطفال في هذه الدورة ، ولم نقتصر على اسلوب واحد وندّعي بأنه الإسلوب الأمثل في التعامل مع جميع الأطفال ، ما علينا أن نقوم به هو أن نبحث أي المفاتيح يناسب طفلنا ، قد يكون مفتاحا واحدا وقد تكون العشرة مجتمعة .
رابعا : ان الاساليب أو بالأحرى المفاتيح التي سوف نتحدث عنها في هذه الدورة ليست عبارة عن آراء شخصية ، بل هي أساليب تمت دراستها من قبل علماء التربية وعلم النفس عبر سنوات عديدة ، واقدمها في هذه الدورة لأنني أؤمن بها ، وقمت بتجربتها مع الأطفال خلال عملي ، علاوة على التغذية الراجعة التي حصلت عليها من منتسبي الدورات السابقة والتي رأت في هذه المفاتيح اساليب عملية بعيدة عن النتظير والكلام التربوي الطويل ، اتمنى منكم جميعا الاستفادة من هذه الدورة والله من وراء القصد .
رد: المفاتيح العشرة لتوجيه سلوك الطفل
المفتاح الأول : التعرّف على خصائص المرحلة العمرية :
من المهم جدا بالنسبة لاي قائم بتوجيه السلوك ان يتعرف على خصائص الطفل الذي يقوم بتوجيهه، معرفة الخصائص تعني ان نعرف ما هي مميزات هذا الطفل والمواصفات النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية للمرحلة التي يمر بها ( رضيع ، طفولة مبكرة ، طفولة وسطى ، مراهقة ، ..الخ ) قبل ان نختار طريقة التوجيه الخاصة به حتى تاتي ثمارها.
الخصائص العقلية تعني : ماذا يمكن ان يستوعب الطفل ويدرك من مفاهيم ومصطلحات حسب العمر الذي يمر به .
الخصائص النفسية تعني : ما هي مميزان الطفل من الناحية النفسية تبعا لعمره . كيف ينظر الى نفسه والى الاخرين ، كيف سيشعر لو اننا استخدمنا معه اسلوب ما ، كل عمر وكل مرحلة عمرية تستجيب بطريقة مختلفة للتوجيه ، لعلكم تلاحظون ذلك عندما يكون لديكم ابناء في اعمار مختلفة ..
الخصائص الجسمية هي التطورات الفسيولوجية التي تميز كل عمر ومرحلة ، ومعرفتها تساعدنا على فهم حركات الطفل وتبرير بعض سلوكياته ككثرة الحركة او عدمها ..
الخصائص الاجتماعية هي العلاقات الاجتماعية ودرجة قوتها ونوعها في كل مرحلة عمرية ، الا تلاحظون بعض اطفالكم في عمر الطفولة كثير الاصدقاء ثم ما ان يدخل المرحلة الابتدائية حتى يقتصر على صديق او اثنان؟ كل هذه الامور لها علاقة بالخصائص الاجتماعية للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل .
وبالرغم من ان الاطفال كما اتفقنا مختلفون فيما بينهم ، الا خصائص المرحلة العمرية التي نقصدها هي النظرة العامة للاطفال في عمر ما ، ومع ايماننا بوجود الفروق الفردية بين الاطفال الا انه هناك خصائص عامة تجمع جميع الاطفال في كل مرحلة . ومعرفة هذه الخصائص مهمه جدا لنا لانها تعطينا على الاقل فكرة عن اساليب التوجيه الممكنه في عمر ما .
على سبيل المثال نحن نعرف انه من المواصفات النفسية للطفل المراهق انه يعتز جدا بنفسه ولا يتقبل النقد المباشر ، ومعرفة هذه الخاصية عنه سوف تقودنا الى ان نستخدم معه اسلوب التوجيه القائم على احترام الرأي والمناقشة لا اسلوب الاوامر فبدلا من ان نقول له مثلا : لا تخرج يوميا مع هذا الصديق السيء ، نقول له : ماذا يعجبك في هذا الصديق ؟ ، نتناقش معه في اساليب اختيار الاصدقاء وغير ذلك . من جانب اخر نحن نعرف ايضا انه من خصائص المراهق الاجتماعية انه يعتز جدا بصداقاته ، ويكاد يكون انتمائه في سن المراهقة لجماعة الاصدقاء اكبر من انتمائه لاسرته ، وبالتالي فان استخدامنا لاسلوب الامر المباشر له ان يترك صديقه السيء لن يأتي ثماره بالتاكيد ..
ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الاهل يستغربون كثيرا عندما يرفض ابناءهم المراهقين ان يستجيبوا لاوامرهم وارشاداتهم بعد ان كانوا قبل سنوات قليلة في قمه الطاعة لهم ، والسبب المباشر لهذا التغيير في استجابه المراهق كما تلاحظون هو حدوث تغيير في المرحلة التي اصبح يمر بها الطفل ، فخصائص مرحلة المراهقة تختلف كثيرا عن خصائص المرحلة التي تسبقها وهي مرحلة الطفولة الوسطى ، وبالتالي فان سلوك الطفل في مرحلة المراهقة تجاه توجيهات ذويه سوف يختلف بالتأكيد عما كانت عليه عندما كان طفلا ..
سأذكر لكم مثال اخر على اهمية معرفة خصائص المرحلة التي يمر بها الطفل قبل توجيهه :
- دلال طفلة عمرها 3 سنوات ، لاحظت والدتها يوما انها قد احضرت الوانا تخص الروضة في جيبها فشعرت بالحزن الشديد لانها اعتبرت ان دلال "سارقة" محترفة ، غضبت بطبيعة الحال وتحدثت مع دلال بكل انفعال وهي توضح لها ان السرقة حرام ، واخذت في سرد الاحاديث والايات القرآنية لابنتها ، فما رأيكم؟
لو ان والدة دلال قد علمت بعض خصائص المرحلة التي تمر بها ابنتها وهي مرحلة "الطفولة المبكرة" لما بالغت في انفعالها تجاه ما حدث ، فمن خصائص مرحلة الطفولة المبكرة ان الاجتماعية والنفسية ان الطفل يكون في طور تنمية مفهوم " الملكية" ، اي انه لازال يجد صعوبة ما في التفرقة بين ممتلكاته الخاصة وبين ممتلكان الآخرين ، هذا الفصل بين الملكيتين يتطور تدريجيا عادة منذ ولادة الطفل حتى يفهم الطفل في نهاية مرحلة الطفولة المبكرة الفرق واضحا بين ما يملكه وبين ما يخص غيره.
اذن الخطوة الاولى اذا ما صادف احدنا مثل هذا الموقف مع طفله وكان هذا الطفل بين 3- 6 سنوات هي ان يركز في توجيهه على بيان حدود ملكيته ، وفي حالة دلال مثلا يمكن ان تختار الام احدى الجمل التالية لتوجيه دلال :
• هذه الالوان ملك للروضة ، غدا نرجعها اليها
• لديك الوانك الخاصة ولا احد يأخذها ، هذه للروضة
• ادوات الروضة يجب ان تبقى في الروضة وأدواتنا الخاصة نحضرها للبيتتلاحظون ايضا في الجمل المقترحة السابقة انها تخلو من مصطلحات مثل : الامانه ، السرقة حرام ...الخ ، فهل تعرفون السبب؟؟؟
السبب هنا في عدم استخدام مثل هذه الكلمات في التوجيه هو انها لا تناسب خصائص مرحلة الطفولة المبكرة من الناحية العقلية ، فكلمات مثل : امانه ، حرام .. هي كلمات مجردة بينما من خصائص الطفل العقلية في هذه المرحلة حسب بياجيه انه يدرك المحسوس فقط .
اذن حتى لو احببنا استخدام مثل هذه الكلمات فانه علينا شرحها باسلوب واضح كأن نقول :
• هذه الالوان امانه ، الامانه هي ان نحفظ ادوات الناس ونعيدها لهم .
اذكر هنا انه لو ان هذا الموقف قد حدث من قبل طفل مراهق مثلا فإن طريقتنا في التوجيه ستختلف ، ففي حالة المراهق يمكن لنا ان نستخدم الآيات القرآنية والأحاديث والتوجيهات المجردة لأن من خصائص المراهق فعلا انه عاطفي يميل للمثاليات ...وهكذا .
وهكذا فان اختيار الاسلوب المناسب للمرحلة التي يمر بها طفلك يساهم كثيرا في نجاح التوجيه الذي تقوم به .
لذلك فان المفتاح الأول في توجيه سلوك الأبناء هو دراسة المرحلة التي يمرون بها ، والبحث عن خصائص هذه المرحلة النفسية والاجتماعية والعقلية والنفسية حتى نستطيع اختيار اسلوب التوجيه المناسب لهم .
ان معرفة خصائص الطفل في كل مرحلة تعني ان نعرف قدرة كل طفل ومميزاته النفسية والعقلية والجسمية مقارنه بعمره الزمني ، ومن ثم " نستخدم " هذه المعرفة في استنتاج ما يناسب او لا يناسب الطفل من النصائح والتوجيهات .
هل جرب احدكم ان يطلب من طفل عمره 3 شهور ان يردد كلمة " صباح الخير" مثلا؟؟ بالطبع لا ، انكم لا تقومون بذلك لانكم تعرفون ان قدرة الطفل اللغوية في هذا العمر يستحيل معها ان يقول مثل هذه الجملة ، وتعرفون ايضا انه مهما بذلتم من جهد في مساعدته على نطقها فانه لن يفعل ، والسبب ان اعضاءه الطبيعية ليست جاهزة لمثل هذه الكلمة .
نفس الفكرة نستخدمها في توجيه السلوك ، نحن نقول اننا يجب ان نختار التوجيه الذي يناسب قدرة الطفل واستيعابه المرتبط بسنه . اذا كان لديكم طفلا في عمر السنتين مثلا ، وصادف ان اخبركم بشيء لم يحدث حقيقة ، فانه من غير المناسب ان تبذلو جهدكم في توجيهه باستخدام كلمات مجردة مثل : الصدق ، الاخلاق الرفيعة وما يشبهها من كلمات ، لان هذه الكلمات لا تعني له شيئا اطلاقا ، لسبب بسيط هو انه لا يستطيع ادراك معناها اصلا ، فمثلما لا يستطيع الطفل الرضيع نطق كلمة صباح الخير لا يستطيع طفل عمره سنتان من فهم كلمه مجردة مثل الامانه ، وهكذا تتوالى الامثلة وهي كثيرة حول هذا الموضوع ..
ان معرفة الخصائص العقلية والنفسية والاجتماعية والجسمية للمرحلة التي يمر بها طفلنا حسب عمره تعني ان نعرف قدرة كل طفل في كل عمر ، وبالتالي نعرف ماذا يمكن ان يستوعب من كلمات ونصائح ، ونعرف اين هو المفتاح المناسب لمساعدته على تعديل سلوكه .
الآن سأعرض لكم حالة احد الأطفال وأتمنى منكم استنتاج الخطأ في توجيه السلوك حسب ما تم الحديث عنه اليوم فقط ، اي مقارنه بخصائص المرحلة التي يمر بها الطفل ، كما اتمنى منكم اقتراح اساليب اخرى لتوجيه سلوك الطفل بدلا من تلك الخاطئة :
محمد طفل في الخامسة من عمره ، اطلق عليه أفراد العائلة مسمى " الشلاّخ " وهي كلمة عامية خليجية تعني المفرط في الكذب او كثير الكذب ، سبب هذه التسمية أن محمد غالبا ما يذكر أحداث لم يقم بها ، فيقول مثلا : اليوم رأيت أسدا وضربته ! ، أو يقول : أبي قوي لدرجة أنه يستطيع حمل سيارته الى العمل معه كل يوم ، وهكذا ..
بالنسبة لوالدي محمد فإنهم يدعونه عادة بالكذاب ، وما أن يذكر محمد احدى مبالغاته السابقة حتى ينتفض والده ويذكره بعقاب الكذابين وهو السجن في الدنيا والنار الحارقة في الآخرة .
***
وإلى اللقاء مع المفتاح الثاني إن شاء الله
من المهم جدا بالنسبة لاي قائم بتوجيه السلوك ان يتعرف على خصائص الطفل الذي يقوم بتوجيهه، معرفة الخصائص تعني ان نعرف ما هي مميزات هذا الطفل والمواصفات النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية للمرحلة التي يمر بها ( رضيع ، طفولة مبكرة ، طفولة وسطى ، مراهقة ، ..الخ ) قبل ان نختار طريقة التوجيه الخاصة به حتى تاتي ثمارها.
الخصائص العقلية تعني : ماذا يمكن ان يستوعب الطفل ويدرك من مفاهيم ومصطلحات حسب العمر الذي يمر به .
الخصائص النفسية تعني : ما هي مميزان الطفل من الناحية النفسية تبعا لعمره . كيف ينظر الى نفسه والى الاخرين ، كيف سيشعر لو اننا استخدمنا معه اسلوب ما ، كل عمر وكل مرحلة عمرية تستجيب بطريقة مختلفة للتوجيه ، لعلكم تلاحظون ذلك عندما يكون لديكم ابناء في اعمار مختلفة ..
الخصائص الجسمية هي التطورات الفسيولوجية التي تميز كل عمر ومرحلة ، ومعرفتها تساعدنا على فهم حركات الطفل وتبرير بعض سلوكياته ككثرة الحركة او عدمها ..
الخصائص الاجتماعية هي العلاقات الاجتماعية ودرجة قوتها ونوعها في كل مرحلة عمرية ، الا تلاحظون بعض اطفالكم في عمر الطفولة كثير الاصدقاء ثم ما ان يدخل المرحلة الابتدائية حتى يقتصر على صديق او اثنان؟ كل هذه الامور لها علاقة بالخصائص الاجتماعية للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل .
وبالرغم من ان الاطفال كما اتفقنا مختلفون فيما بينهم ، الا خصائص المرحلة العمرية التي نقصدها هي النظرة العامة للاطفال في عمر ما ، ومع ايماننا بوجود الفروق الفردية بين الاطفال الا انه هناك خصائص عامة تجمع جميع الاطفال في كل مرحلة . ومعرفة هذه الخصائص مهمه جدا لنا لانها تعطينا على الاقل فكرة عن اساليب التوجيه الممكنه في عمر ما .
على سبيل المثال نحن نعرف انه من المواصفات النفسية للطفل المراهق انه يعتز جدا بنفسه ولا يتقبل النقد المباشر ، ومعرفة هذه الخاصية عنه سوف تقودنا الى ان نستخدم معه اسلوب التوجيه القائم على احترام الرأي والمناقشة لا اسلوب الاوامر فبدلا من ان نقول له مثلا : لا تخرج يوميا مع هذا الصديق السيء ، نقول له : ماذا يعجبك في هذا الصديق ؟ ، نتناقش معه في اساليب اختيار الاصدقاء وغير ذلك . من جانب اخر نحن نعرف ايضا انه من خصائص المراهق الاجتماعية انه يعتز جدا بصداقاته ، ويكاد يكون انتمائه في سن المراهقة لجماعة الاصدقاء اكبر من انتمائه لاسرته ، وبالتالي فان استخدامنا لاسلوب الامر المباشر له ان يترك صديقه السيء لن يأتي ثماره بالتاكيد ..
ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الاهل يستغربون كثيرا عندما يرفض ابناءهم المراهقين ان يستجيبوا لاوامرهم وارشاداتهم بعد ان كانوا قبل سنوات قليلة في قمه الطاعة لهم ، والسبب المباشر لهذا التغيير في استجابه المراهق كما تلاحظون هو حدوث تغيير في المرحلة التي اصبح يمر بها الطفل ، فخصائص مرحلة المراهقة تختلف كثيرا عن خصائص المرحلة التي تسبقها وهي مرحلة الطفولة الوسطى ، وبالتالي فان سلوك الطفل في مرحلة المراهقة تجاه توجيهات ذويه سوف يختلف بالتأكيد عما كانت عليه عندما كان طفلا ..
سأذكر لكم مثال اخر على اهمية معرفة خصائص المرحلة التي يمر بها الطفل قبل توجيهه :
- دلال طفلة عمرها 3 سنوات ، لاحظت والدتها يوما انها قد احضرت الوانا تخص الروضة في جيبها فشعرت بالحزن الشديد لانها اعتبرت ان دلال "سارقة" محترفة ، غضبت بطبيعة الحال وتحدثت مع دلال بكل انفعال وهي توضح لها ان السرقة حرام ، واخذت في سرد الاحاديث والايات القرآنية لابنتها ، فما رأيكم؟
لو ان والدة دلال قد علمت بعض خصائص المرحلة التي تمر بها ابنتها وهي مرحلة "الطفولة المبكرة" لما بالغت في انفعالها تجاه ما حدث ، فمن خصائص مرحلة الطفولة المبكرة ان الاجتماعية والنفسية ان الطفل يكون في طور تنمية مفهوم " الملكية" ، اي انه لازال يجد صعوبة ما في التفرقة بين ممتلكاته الخاصة وبين ممتلكان الآخرين ، هذا الفصل بين الملكيتين يتطور تدريجيا عادة منذ ولادة الطفل حتى يفهم الطفل في نهاية مرحلة الطفولة المبكرة الفرق واضحا بين ما يملكه وبين ما يخص غيره.
اذن الخطوة الاولى اذا ما صادف احدنا مثل هذا الموقف مع طفله وكان هذا الطفل بين 3- 6 سنوات هي ان يركز في توجيهه على بيان حدود ملكيته ، وفي حالة دلال مثلا يمكن ان تختار الام احدى الجمل التالية لتوجيه دلال :
• هذه الالوان ملك للروضة ، غدا نرجعها اليها
• لديك الوانك الخاصة ولا احد يأخذها ، هذه للروضة
• ادوات الروضة يجب ان تبقى في الروضة وأدواتنا الخاصة نحضرها للبيتتلاحظون ايضا في الجمل المقترحة السابقة انها تخلو من مصطلحات مثل : الامانه ، السرقة حرام ...الخ ، فهل تعرفون السبب؟؟؟
السبب هنا في عدم استخدام مثل هذه الكلمات في التوجيه هو انها لا تناسب خصائص مرحلة الطفولة المبكرة من الناحية العقلية ، فكلمات مثل : امانه ، حرام .. هي كلمات مجردة بينما من خصائص الطفل العقلية في هذه المرحلة حسب بياجيه انه يدرك المحسوس فقط .
اذن حتى لو احببنا استخدام مثل هذه الكلمات فانه علينا شرحها باسلوب واضح كأن نقول :
• هذه الالوان امانه ، الامانه هي ان نحفظ ادوات الناس ونعيدها لهم .
اذكر هنا انه لو ان هذا الموقف قد حدث من قبل طفل مراهق مثلا فإن طريقتنا في التوجيه ستختلف ، ففي حالة المراهق يمكن لنا ان نستخدم الآيات القرآنية والأحاديث والتوجيهات المجردة لأن من خصائص المراهق فعلا انه عاطفي يميل للمثاليات ...وهكذا .
وهكذا فان اختيار الاسلوب المناسب للمرحلة التي يمر بها طفلك يساهم كثيرا في نجاح التوجيه الذي تقوم به .
لذلك فان المفتاح الأول في توجيه سلوك الأبناء هو دراسة المرحلة التي يمرون بها ، والبحث عن خصائص هذه المرحلة النفسية والاجتماعية والعقلية والنفسية حتى نستطيع اختيار اسلوب التوجيه المناسب لهم .
ان معرفة خصائص الطفل في كل مرحلة تعني ان نعرف قدرة كل طفل ومميزاته النفسية والعقلية والجسمية مقارنه بعمره الزمني ، ومن ثم " نستخدم " هذه المعرفة في استنتاج ما يناسب او لا يناسب الطفل من النصائح والتوجيهات .
هل جرب احدكم ان يطلب من طفل عمره 3 شهور ان يردد كلمة " صباح الخير" مثلا؟؟ بالطبع لا ، انكم لا تقومون بذلك لانكم تعرفون ان قدرة الطفل اللغوية في هذا العمر يستحيل معها ان يقول مثل هذه الجملة ، وتعرفون ايضا انه مهما بذلتم من جهد في مساعدته على نطقها فانه لن يفعل ، والسبب ان اعضاءه الطبيعية ليست جاهزة لمثل هذه الكلمة .
نفس الفكرة نستخدمها في توجيه السلوك ، نحن نقول اننا يجب ان نختار التوجيه الذي يناسب قدرة الطفل واستيعابه المرتبط بسنه . اذا كان لديكم طفلا في عمر السنتين مثلا ، وصادف ان اخبركم بشيء لم يحدث حقيقة ، فانه من غير المناسب ان تبذلو جهدكم في توجيهه باستخدام كلمات مجردة مثل : الصدق ، الاخلاق الرفيعة وما يشبهها من كلمات ، لان هذه الكلمات لا تعني له شيئا اطلاقا ، لسبب بسيط هو انه لا يستطيع ادراك معناها اصلا ، فمثلما لا يستطيع الطفل الرضيع نطق كلمة صباح الخير لا يستطيع طفل عمره سنتان من فهم كلمه مجردة مثل الامانه ، وهكذا تتوالى الامثلة وهي كثيرة حول هذا الموضوع ..
ان معرفة الخصائص العقلية والنفسية والاجتماعية والجسمية للمرحلة التي يمر بها طفلنا حسب عمره تعني ان نعرف قدرة كل طفل في كل عمر ، وبالتالي نعرف ماذا يمكن ان يستوعب من كلمات ونصائح ، ونعرف اين هو المفتاح المناسب لمساعدته على تعديل سلوكه .
الآن سأعرض لكم حالة احد الأطفال وأتمنى منكم استنتاج الخطأ في توجيه السلوك حسب ما تم الحديث عنه اليوم فقط ، اي مقارنه بخصائص المرحلة التي يمر بها الطفل ، كما اتمنى منكم اقتراح اساليب اخرى لتوجيه سلوك الطفل بدلا من تلك الخاطئة :
محمد طفل في الخامسة من عمره ، اطلق عليه أفراد العائلة مسمى " الشلاّخ " وهي كلمة عامية خليجية تعني المفرط في الكذب او كثير الكذب ، سبب هذه التسمية أن محمد غالبا ما يذكر أحداث لم يقم بها ، فيقول مثلا : اليوم رأيت أسدا وضربته ! ، أو يقول : أبي قوي لدرجة أنه يستطيع حمل سيارته الى العمل معه كل يوم ، وهكذا ..
بالنسبة لوالدي محمد فإنهم يدعونه عادة بالكذاب ، وما أن يذكر محمد احدى مبالغاته السابقة حتى ينتفض والده ويذكره بعقاب الكذابين وهو السجن في الدنيا والنار الحارقة في الآخرة .
***
وإلى اللقاء مع المفتاح الثاني إن شاء الله
رد: المفاتيح العشرة لتوجيه سلوك الطفل
المفتاح الثاني : اختيار نمط التربية المطلوب في الاسرة
لقد كبرنا جميعا في اسر مختلفة ، وكثيرا ما نسأل احدهم عن طفولته فيذكر لنا فورا "طريقة التربية" التي كانت سائدة في اسرته ، فيقول مثلا : كانت اسرتي قاسية ولا مجال للخطأ فيها فعقابه الضرب المبرح ، او قد يكون العكس فيذكر لنا ان اسرته كانت حنونه ومتفهمة وهكذا ..
اذن هناك منذ القدم "أنماط " للتربية في الاسر ، وهذه الأنماط موجودة في كل الاسر ، الفقيرة والثرية ، المتعلمة والاميّة ، العربية والأجنبية ، ونقصد بالنمط " طريقة التربية السائدة في الاسرة " .
المفتاح الثاني الذي سنتحدث ونركز عليه اليوم هو اختيار نمط التربية الاسرية التي نريدها لاطفالنا ، اي علينا ان نقرر قبل كل شيء ، حتى قبل ان نتزوج ، وقبل ان ننجب الاطفال ، ماهو نوع التربية الذي نريد ه ، وان نتفق مع الطرف الآخر ( الام او الاب) حول هذا النمط، فلماذا تعتقدون انه من الاهمية بمكان ان نحدد نمط التربية التي نريدها لاطفالنا؟؟
• ان تحديد نمط التربية يعطينا كآباء الخلفية المناسبة التي نعود اليها عند حدوث اي مشكله مه اطفالنا .
• ان تحديد نمط التربية والاتفاق عليه مع الطرف الاخر يجنب الاطفال الوقوع في مواقف يختلف فيها راي الاب عن الام في موضوع واحد .
• ان تحديد نمط التربية يجعل الاسرة "تخطط" للتربية وتربي ابناءها وفق خطة محددة ، وهذا بالطبع شيء جيد فالتربية العشوائية سلبياتها كثيرة .
• ان تحديد نمط التربية الاسرية من قبل الوالدين يجعلهم يراجعون انفسهم احيانا في طرق تربيتهم لابناءهم لانهم يحصلون على نتائج هذه التربية في سلوكيات اطفالهم مباشرة .
ومهما اختلفت طرق تربية الاطفال في كل بيت فان هناك بشكل عام ثلاث أنماط معروفة من التربية في كل اسرة لديها أطفال . سوف نتعرف على هذه الأنماط ومن ثم سوف ندرس أثر كل نمط من التربية على سلوك الابناء وعلى شخصياتهم المستقبلية و وأخيرا سوف نتوصل معا الى النمط المفضل في التربية حسب ايجابيات كل نمط وسلبياته .
أنماط التربية الأسرية :
أولا : النمط المتسلط :
في هذه الاسرة كل شيء وأي شيء يسير حسب قوانين محكمة لا مجال للتراجع فيها أو مناقشتها من قبل الأبناء ، وواضع هذه القوانين هو عادة الولدين والأبناء هم من يطلب منهم تطبيق هذه القوانين بحرفيتها دون الالتفات الى رأيهم أو ظروفهم الخاصة أو اي عامل آخر مادام الوالدين لا يشعرون بأهميته .
يطلب الآباء في هذه الاسر من ابناءهم " الطاعة العمياء" ويتوقعون منهم دائما تنفيذ الاوامر دون مناقشة ، وهذا يعني انه اي "مخالفة" لهذا الاتفاق غير المعلن بين الابوين وابناءهم قد يؤدي الى العقاب .
تستخدم هذه الاسر العقاب اكثر كثيرا من الثواب ، وحتى أنواع العقاب المستخدمة تكون قاسية وتميل للعنف .
يشعر الابناء في هذه الاسر أن آراءهم لا قيمة لها أبدا ويكبرون معتقدين أن واجبهم في هذه الحياة هو " الطاعة " لآباءهم في البداية ، ومن ثمّ لكل "صاحب سلطة" في المستقبل .
والاسر التي تطبق هذا النمط في التربية مع الابناء تزرع لدى أطفالها مواصفات معينه في شخصياتهم ، هل يمكنكم استنتاجها؟؟؟
* هذه بعض مواصفات الأبناء الذين ينمون في اسر تستخدم السلطة والشدة المبالغ فيها :
_ ضعيفو الشخصية فاقدي الثقة بأنفسهم ( لأنهم لم يعطوا في طفولتهم فرصا لتعلم الامور ، لقد كانوا دوما مشغولين في تنفيذ الأوامر ! )
- كثيرو التردد في اتخاذ اي قرار خوفا من العقاب ، (حتى لو لم يكن هناك عقاب واضح عندما يكبرون لكنهم يشعرون في قرارة انفسهم ان هناك من يراقبهم !)
_ قد يتميزون بالعدوانية والعنف كأحد ردود الافعال العكسية الناتجة من الضغط المبالغ عليه في طفولتهم ( أثبتت دراسة أجريت على مجموعة من المسجونين أن معظمهم قد تربى في عائلات شديدة التسلط في التربية )
ثانيا : النمط المتساهل :
هذه الاسر تطبق نمطا معاكسا تماما في التربية للنمط الأول ، فنجدها تبالغ في التساهل مع جميع ما يرتكبه الابناء من الاخطاء ، وكل شيء مسموح به في هذه الاسر والقوانين نادرة جدا ان لم تكن منعدمة .
يؤمن الآباء في هذه الاسر ان الأطفال هم كائنات بريئة جدا لا يمكن أن ترتكب خطا ما ، ويعتقدون بقوة ان العقاب مهما كان خفيفا يمكن ان يسبب ضررا للابناء لذلك فهم يستبعدونه تماما في البيت .
الآباء الذين يطبقون هذا النمط من التربية ضعفاء جدا أمام أبناءهم ، يلبون لهم كل طلباتهم مهما كان مبالغا فيها .(مثلا ممكن ان يخرج احدهم في منتصف الليل من اجل شراء "همبرجر" لابنه الصغير لانه يبكي ويطلب همبرجر !!)
مثل هؤلاء الآباء يفضلون تقديم خدماتهم لأبناءهم في أداء أي عمل مهما كان سهلا ، فأطفالهم مدللون لا يقومون حتى بلبس جواربهم بأنفسهم !
يشعر الابناء في هذه الاسر انهم سادة متوجون فلا يكلفون أنفسهم عناء االقيام بأي عمل ، ويتوقعون دائما أن يكون هناك من يقوم به بدلا منهم .
تلاحظون ان نمط التربية هذا يختلف جذريا عن النمط المتسلط ، ومع ذلك فإن هناك نواحي سلبية تظهر في شخصية الابناء مستقبلا نتيجة لهذه التربية ، هذه بعضها :
* ضعف في شخصية الأطفال وضعف كبير في الثقة بالنفس ( والسبب مختلف هنا ، وهو ان اطفال هذه الاسر لم يجربوا القيام بأي شيء في الحياة لأنه كان هناك دائما من يقوم به عنهم ، اذن هم لا يثقون بقدراتهم ابدا )
* يواجهون صعوبات حقيقية في الاحتكاك بالمجتمع والتكيف مع الظروف المختلفة ومشاكل الحياة لانهم كانو يعيشون في بوتقة منفصلة عن هموم الحياة ومشاكلها )
أنانيون لا يتقبلون حاجات الآخرين ]ويريدون ان يحصلو على كل شيء ويستأثرو به كما تعودوا في اسرهم دائما .
* يتوقعون دائما أن يتنازل من اجلهم الآخرين ولا يقبلون ولا يعرفون العطاء ابدا .
* ثالثا : النمط المتوازن :
هذه الاسرة تعرف أن الأطفال لهم حاجات معينه يجب تلبيتها ، ويعرفون ايضا ان البشر يخطئون وان وظيفة الآباء هي مساعدة ابناءهم على علاج هذه الاخطاء .
تتبع هذه الاسر التربية المتوازنة ، وهي حال وسط بين نمطي التربية السابقين ، اذن هناك قوانين وانظمة في هذه الاسر الا انها مرنه ممكن مناقشتها مع الابناء بين الحين والآخر .
الآباء الذين يتبعون هذا النمط من التربية يقبلون أن يخطأ أبناءهم ولكنهم يتوقعون ايضا ان يتعلم الابناء الخطأ والصواب ولا يتساهلون معهم عندما يعيدون الخطأ بل يستخدمون نوعا معقولا ومقبولا من العقاب .
الاطفال الذين " يحالفهم الحظ " أن ينشأو في اسر تستخدم النمط المتوازن في التربية يشعرون بالأمان ، ويعرفون ان هناك قوانين في الاسرة ، ومع ذلك فهم لا يخافون كثيرا من ردود افعال مبالغ بها من قبل اباءهم ..
أبناء هذه الاسر لا يشعرون بالضغط المتواصل من الآباء ( سلبا او ايجابا ) لذلك فهم يجدون مساحة من الحرية للتفاعل مع الحياة واكتساب الخبرة منها .
** والآن : أود ان اوضح لكم الامور التالية :
أولا : الذي اعرفه ان كثير منا لا يتبع اسلوبا محددا من الاساليب السابقة مع ابناءه ، فنحن نقوم غالبا بأنماط مختلفة من التربية ( تسلطية ، متساهلة، متوازن ) مع الابناء خلال تعاملنا اليومي معهم ، وهذا هو ما اريدكم ان تفكروا فيه وتقومو بمراجعته ..
ثانيا :ان عدم " الثبات " في التربية واسلوب التعامل مع الاطفال يؤدي الى عدم وضوح المطلوب القيام به من قبل الاطفال ، فماهو مسموح اليوم قد لا يكون كذلك غدا ، وهذه النقطة التي يجب تجنبها لانها تؤدي الى تشتت الابناء بين ما تريدون وما لا تريدون .
اقترح ان تفكرو في الاساليب الثلاثة وتحددوا واحدا تتبعونه في التربية ، واستنتج مسبقا ما سوف تختارون ، لكني اترك لكم مساحة التعليق .
كما اتمنى ايضا لو ان بعضكم يشركنا في تجارب تعرض لها او احد من المحيطين به والمتعلقة بمثل هذه الانماط في التربية .
لقد كبرنا جميعا في اسر مختلفة ، وكثيرا ما نسأل احدهم عن طفولته فيذكر لنا فورا "طريقة التربية" التي كانت سائدة في اسرته ، فيقول مثلا : كانت اسرتي قاسية ولا مجال للخطأ فيها فعقابه الضرب المبرح ، او قد يكون العكس فيذكر لنا ان اسرته كانت حنونه ومتفهمة وهكذا ..
اذن هناك منذ القدم "أنماط " للتربية في الاسر ، وهذه الأنماط موجودة في كل الاسر ، الفقيرة والثرية ، المتعلمة والاميّة ، العربية والأجنبية ، ونقصد بالنمط " طريقة التربية السائدة في الاسرة " .
المفتاح الثاني الذي سنتحدث ونركز عليه اليوم هو اختيار نمط التربية الاسرية التي نريدها لاطفالنا ، اي علينا ان نقرر قبل كل شيء ، حتى قبل ان نتزوج ، وقبل ان ننجب الاطفال ، ماهو نوع التربية الذي نريد ه ، وان نتفق مع الطرف الآخر ( الام او الاب) حول هذا النمط، فلماذا تعتقدون انه من الاهمية بمكان ان نحدد نمط التربية التي نريدها لاطفالنا؟؟
• ان تحديد نمط التربية يعطينا كآباء الخلفية المناسبة التي نعود اليها عند حدوث اي مشكله مه اطفالنا .
• ان تحديد نمط التربية والاتفاق عليه مع الطرف الاخر يجنب الاطفال الوقوع في مواقف يختلف فيها راي الاب عن الام في موضوع واحد .
• ان تحديد نمط التربية يجعل الاسرة "تخطط" للتربية وتربي ابناءها وفق خطة محددة ، وهذا بالطبع شيء جيد فالتربية العشوائية سلبياتها كثيرة .
• ان تحديد نمط التربية الاسرية من قبل الوالدين يجعلهم يراجعون انفسهم احيانا في طرق تربيتهم لابناءهم لانهم يحصلون على نتائج هذه التربية في سلوكيات اطفالهم مباشرة .
ومهما اختلفت طرق تربية الاطفال في كل بيت فان هناك بشكل عام ثلاث أنماط معروفة من التربية في كل اسرة لديها أطفال . سوف نتعرف على هذه الأنماط ومن ثم سوف ندرس أثر كل نمط من التربية على سلوك الابناء وعلى شخصياتهم المستقبلية و وأخيرا سوف نتوصل معا الى النمط المفضل في التربية حسب ايجابيات كل نمط وسلبياته .
أنماط التربية الأسرية :
أولا : النمط المتسلط :
في هذه الاسرة كل شيء وأي شيء يسير حسب قوانين محكمة لا مجال للتراجع فيها أو مناقشتها من قبل الأبناء ، وواضع هذه القوانين هو عادة الولدين والأبناء هم من يطلب منهم تطبيق هذه القوانين بحرفيتها دون الالتفات الى رأيهم أو ظروفهم الخاصة أو اي عامل آخر مادام الوالدين لا يشعرون بأهميته .
يطلب الآباء في هذه الاسر من ابناءهم " الطاعة العمياء" ويتوقعون منهم دائما تنفيذ الاوامر دون مناقشة ، وهذا يعني انه اي "مخالفة" لهذا الاتفاق غير المعلن بين الابوين وابناءهم قد يؤدي الى العقاب .
تستخدم هذه الاسر العقاب اكثر كثيرا من الثواب ، وحتى أنواع العقاب المستخدمة تكون قاسية وتميل للعنف .
يشعر الابناء في هذه الاسر أن آراءهم لا قيمة لها أبدا ويكبرون معتقدين أن واجبهم في هذه الحياة هو " الطاعة " لآباءهم في البداية ، ومن ثمّ لكل "صاحب سلطة" في المستقبل .
والاسر التي تطبق هذا النمط في التربية مع الابناء تزرع لدى أطفالها مواصفات معينه في شخصياتهم ، هل يمكنكم استنتاجها؟؟؟
* هذه بعض مواصفات الأبناء الذين ينمون في اسر تستخدم السلطة والشدة المبالغ فيها :
_ ضعيفو الشخصية فاقدي الثقة بأنفسهم ( لأنهم لم يعطوا في طفولتهم فرصا لتعلم الامور ، لقد كانوا دوما مشغولين في تنفيذ الأوامر ! )
- كثيرو التردد في اتخاذ اي قرار خوفا من العقاب ، (حتى لو لم يكن هناك عقاب واضح عندما يكبرون لكنهم يشعرون في قرارة انفسهم ان هناك من يراقبهم !)
_ قد يتميزون بالعدوانية والعنف كأحد ردود الافعال العكسية الناتجة من الضغط المبالغ عليه في طفولتهم ( أثبتت دراسة أجريت على مجموعة من المسجونين أن معظمهم قد تربى في عائلات شديدة التسلط في التربية )
ثانيا : النمط المتساهل :
هذه الاسر تطبق نمطا معاكسا تماما في التربية للنمط الأول ، فنجدها تبالغ في التساهل مع جميع ما يرتكبه الابناء من الاخطاء ، وكل شيء مسموح به في هذه الاسر والقوانين نادرة جدا ان لم تكن منعدمة .
يؤمن الآباء في هذه الاسر ان الأطفال هم كائنات بريئة جدا لا يمكن أن ترتكب خطا ما ، ويعتقدون بقوة ان العقاب مهما كان خفيفا يمكن ان يسبب ضررا للابناء لذلك فهم يستبعدونه تماما في البيت .
الآباء الذين يطبقون هذا النمط من التربية ضعفاء جدا أمام أبناءهم ، يلبون لهم كل طلباتهم مهما كان مبالغا فيها .(مثلا ممكن ان يخرج احدهم في منتصف الليل من اجل شراء "همبرجر" لابنه الصغير لانه يبكي ويطلب همبرجر !!)
مثل هؤلاء الآباء يفضلون تقديم خدماتهم لأبناءهم في أداء أي عمل مهما كان سهلا ، فأطفالهم مدللون لا يقومون حتى بلبس جواربهم بأنفسهم !
يشعر الابناء في هذه الاسر انهم سادة متوجون فلا يكلفون أنفسهم عناء االقيام بأي عمل ، ويتوقعون دائما أن يكون هناك من يقوم به بدلا منهم .
تلاحظون ان نمط التربية هذا يختلف جذريا عن النمط المتسلط ، ومع ذلك فإن هناك نواحي سلبية تظهر في شخصية الابناء مستقبلا نتيجة لهذه التربية ، هذه بعضها :
* ضعف في شخصية الأطفال وضعف كبير في الثقة بالنفس ( والسبب مختلف هنا ، وهو ان اطفال هذه الاسر لم يجربوا القيام بأي شيء في الحياة لأنه كان هناك دائما من يقوم به عنهم ، اذن هم لا يثقون بقدراتهم ابدا )
* يواجهون صعوبات حقيقية في الاحتكاك بالمجتمع والتكيف مع الظروف المختلفة ومشاكل الحياة لانهم كانو يعيشون في بوتقة منفصلة عن هموم الحياة ومشاكلها )
أنانيون لا يتقبلون حاجات الآخرين ]ويريدون ان يحصلو على كل شيء ويستأثرو به كما تعودوا في اسرهم دائما .
* يتوقعون دائما أن يتنازل من اجلهم الآخرين ولا يقبلون ولا يعرفون العطاء ابدا .
* ثالثا : النمط المتوازن :
هذه الاسرة تعرف أن الأطفال لهم حاجات معينه يجب تلبيتها ، ويعرفون ايضا ان البشر يخطئون وان وظيفة الآباء هي مساعدة ابناءهم على علاج هذه الاخطاء .
تتبع هذه الاسر التربية المتوازنة ، وهي حال وسط بين نمطي التربية السابقين ، اذن هناك قوانين وانظمة في هذه الاسر الا انها مرنه ممكن مناقشتها مع الابناء بين الحين والآخر .
الآباء الذين يتبعون هذا النمط من التربية يقبلون أن يخطأ أبناءهم ولكنهم يتوقعون ايضا ان يتعلم الابناء الخطأ والصواب ولا يتساهلون معهم عندما يعيدون الخطأ بل يستخدمون نوعا معقولا ومقبولا من العقاب .
الاطفال الذين " يحالفهم الحظ " أن ينشأو في اسر تستخدم النمط المتوازن في التربية يشعرون بالأمان ، ويعرفون ان هناك قوانين في الاسرة ، ومع ذلك فهم لا يخافون كثيرا من ردود افعال مبالغ بها من قبل اباءهم ..
أبناء هذه الاسر لا يشعرون بالضغط المتواصل من الآباء ( سلبا او ايجابا ) لذلك فهم يجدون مساحة من الحرية للتفاعل مع الحياة واكتساب الخبرة منها .
** والآن : أود ان اوضح لكم الامور التالية :
أولا : الذي اعرفه ان كثير منا لا يتبع اسلوبا محددا من الاساليب السابقة مع ابناءه ، فنحن نقوم غالبا بأنماط مختلفة من التربية ( تسلطية ، متساهلة، متوازن ) مع الابناء خلال تعاملنا اليومي معهم ، وهذا هو ما اريدكم ان تفكروا فيه وتقومو بمراجعته ..
ثانيا :ان عدم " الثبات " في التربية واسلوب التعامل مع الاطفال يؤدي الى عدم وضوح المطلوب القيام به من قبل الاطفال ، فماهو مسموح اليوم قد لا يكون كذلك غدا ، وهذه النقطة التي يجب تجنبها لانها تؤدي الى تشتت الابناء بين ما تريدون وما لا تريدون .
اقترح ان تفكرو في الاساليب الثلاثة وتحددوا واحدا تتبعونه في التربية ، واستنتج مسبقا ما سوف تختارون ، لكني اترك لكم مساحة التعليق .
كما اتمنى ايضا لو ان بعضكم يشركنا في تجارب تعرض لها او احد من المحيطين به والمتعلقة بمثل هذه الانماط في التربية .
مواضيع مماثلة
» أثر إجبار الطفل ..
» كيف نصنع من الطفل رجلا ؟
» "501 طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسة"
» طريقة فعالة لعقاب الطفل
» دور المعلم في اكتشاف ورعاية الطفل الموهوب .. دراسة pdf
» كيف نصنع من الطفل رجلا ؟
» "501 طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسة"
» طريقة فعالة لعقاب الطفل
» دور المعلم في اكتشاف ورعاية الطفل الموهوب .. دراسة pdf
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 25 يونيو 2015, 3:46 pm من طرف موهوبة ليبية
» ورشة عمل طقم بيبي سلويت (قامشو)
السبت 13 يونيو 2015, 12:15 pm من طرف أم أنس
» الهواية والطفل
الخميس 11 يونيو 2015, 4:41 pm من طرف أم أنس
» خطوات تساعدك في اكتشاف هواية ابنك
الخميس 11 يونيو 2015, 4:35 pm من طرف أم أنس
» كيف تكتشف الأم طفلها الموهوب أو المتميز؟
الخميس 11 يونيو 2015, 4:32 pm من طرف أم أنس
» مهارات تطوير الذات
الخميس 11 يونيو 2015, 2:55 pm من طرف موهوبة ليبية
» 10 وصايا للفتاة التي نعاني من الفراغ العطفي
الأربعاء 22 أبريل 2015, 4:52 pm من طرف أم إسماعيل
» أكسسوارات رائعة
الأحد 12 أبريل 2015, 1:46 am من طرف أم إسماعيل
» تدوير الجينز (أفكار بسيطة وسهلة وجميلة وممتعة)
السبت 11 أبريل 2015, 9:16 pm من طرف أم إسماعيل